كانت قرية الخيارة في وادي البقاع الغربي في لبنان تتحوّل لإبى مدينة أشباح بعد غروب الشمس اذ ان جميع مصابيح الشوارع على طول الطريق الرئيسي إما معطلة أو متداعية لقدمها، الأمر الذي جعل القرية أكثر عرضةً لعمليات السرقة. ورغم أن هذه الخدمة ذات أولوية بالنسبة لأهل القرية، إلا أن البلدية لم تكن تملك الموارد المالية الكافية لتصليح المصابيح وسط الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في لبنان.

بادر برنامج دعم المجتمع المحلّي (CSP) التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) إلى استبدال مصابيح الشوارع المعطّلة والتي يبلغ عددها ٣٩ مصباح LED وقام أيضًا بتركيب ٧ مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية. يمثّل هذا النشاط جزءاً من مبادرة ذات نطاق أوسع مدعومة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تهدف إلى تحسين تقديم الخدمات الأوّلية وتعزيز الفرص الاقتصادية في المجتمعات المحرومة وبشكل خاص في شمال لبنان وجنوبه وسهل البقاع.

قبل تنفيذ المبادرة اضطر كلّ من فدوى وخليل وهما من سكان القرية ويمتلكان متجرين على الطريق الرئيسي، إلى إغلاق متجريهما باكراً عندما بدأا يلاحظان مرور سيارات غريبة في القرية. أما الآن فقد أصبحا قادرين على إبقاء متجريهما مفتوحين في المساء، ما يساعد على تخفيف ضغوطهما المالية من خلال زيادة دخلهما. كما دعم برنامج CSP البلدية في إطلاق مجموعة على منصّة فيسبوك Facebook خاصة بسكان القرية يستطيعون من خلالها أن يوصلوا طلباتهم مباشرة لممثليهم.

قال أبو عرابي الذي عاش كلّ حياته في قرية الخيارة، أنّ مصابيح الشوارع الجديدة تلعب دورًا رئيسيًا في إصلاح النسيج الاجتماعي للقرية. لطالما عُرفت الخيارة بأنها مدينة يعيش فيها اللبنانيون سويًا بسلام مع السوريين، وليس فقط اللاجئين منهم، بل أهل القرية القدامى الذين انتقلوا إلى المنطقة للعمل في الزراعة. إلا أن التدهور في الوضع الأمني أدّى ​​إلى توترات داخل المجتمع تفاقمت عندما أُجبرت قرية الخيارة على إغلاق الأماكن العامة بسبب مخاوف أمنية، ممّا أدى إلى مزيد من التراجع في التفاعل بين أفراد المجتمع المحلّي.
مع عودة الإنارة إلى شوارع القرية، أصبحت البلدية قادرة على ترميم الثقة بين سكان القرية. “كان الجميع قلق بشأن السلامة آنذاك، والآن أصبح الأطفال يلعبون في الخارج في ساعات المساء، ويمكننا زيارة الحديقة العامة ليلاً. نحن نشعر بالتغيير الإيجابي “.