الدامور
جوزيان فرانسيس هي الشابة التي يعتبرها الكثير من اللبنانيين “بنت الضيعة” التي تلبي دائمًا احتياجات مجتمعها في الدامور، وهي قرية صغيرة في منطقة الشوف اللبنانية. فحين قدم برنامج دعم المجتمع (CSP) االممول من للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) الدعم للدامور في أعقاب الحرائق التي نشبت في الغابات في العام 2019، انضمت جوزيان فرانسيس فورًا إلى أكثر من 150 شخصاً من السكان المحليين الذين تم توظيفهم للقيام بأعمال التنظيف.
كانت جوزيان وأطفالها الأربعة نائمين في منزلهم عندما اندلعت الحرائق. تقول وهي تتذكر الحادث: “استيقظنا محاطين بالدخان الأسود وصرخات الناس. واضطررنا إلى مغادرة المنزل، فخرجنا منه هاربين ركضاً”. أتت الحرائق على أكثر من 40 ٪ من أراضي الدامور، واجتاحت المنازل والمكاتب، ودمرت شبكات المياه والكهرباء العامة.
على أعقاب الحرائق ومع تدهور الوضع الاقتصادي اللبنانيّ، لم تتمكن الدامور من إعادة تأهيل الخدمات المتضرّرة أو من دعم السكان، ومنهم جوزيان، الذين أصبح وضعهم متأزماً بسبب الحرائق والأزمة الاقتصادية. استجاب برنامج دعم المجتمع المحلي (CSP) الممول من للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) من خلال إعادة تأهيل شبكات المياه والكهرباء. كما قدم البرنامج فرص عمل قصيرة الأمد للسكان من خلال توظيفهم في عمليات تشذيب الأشجار وإزالة النفايات للحدّ من مخاطرالحريق في الدامور والمناطق المحيطة بها.
اشتركت جوزيان في النشاط بعد أن سمعت عنه من أحد أصدقائها. ولمدة ثلاثة أشهر، بين أيلول وتشرين الثاني من العام 2020، كانت تتواجد ستة أيام في الأسبوع لتشذيب أغصان الشجر المحترقة وجمع المواد القابلة لإعادة التدوير والقمامة. تقول جوزيان أنّ تفانيها ينبع من حبّها للدامور: ” إنّنا نحترم أرضنا ونعتني بها. في حال اندلع حريق آخر، فلن ندع المأساة الأخيرة تتكرر من جديد. في النهاية، نحن أبناء هذه الأرض”. مكّن هذا النشاط جوزيان من استخدام الأموال التي جنتها لتغطية كلفة الاحتياجات الأساسية مثل الملابس والأحذية لأطفالها وكذلك نفقات مولد الكهرباء في منزلها.
إنّ هذا النشاط هو جزء من مبادرة أوسع نطاقاً مدعومة من الوكالة الأيمركية للتنمية الدولية (USAID) توفّر مجموعة واسعة من أنشطة الدعم لتحسين تقديم الخدمات الأساسية وتعزيز الفرص الاقتصادية في المجتمعات المحرومة، وخاصة في شمال لبنان وجنوبه وسهل البقاع.